الهجرة. منذ فجر التاريخ، والبشرية في حالة حركة وتنقل مستمر. البعض ينتقل بحثاً عن فرص عمل أو لأسباب اقتصادية، والبعض الآخر يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعياً لتحقيق أهداف تعليمية. بينما يفر آخرون من الصراعات أو الاضطهاد أو الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب تأثيرات تغير المناخ والعوامل البيئية الأخرى.
اليوم، يعيش عدد أكبر من الناس في بلدان غير تلك التي وُلدوا فيها مقارنة بأي وقت مضى. وفقاً لتقرير الهجرة العالمية لعام 2020 الصادر عن المنظمة الدولية هذه الظاهرة، قُدر عدد المهاجرين الدوليين بحوالي 272 مليوناً حول العالم اعتباراً من يونيو 2019، بزيادة قدرها 51 مليوناً منذ عام 2010. كان ثلثا هؤلاء تقريباً من العمال المهاجرين، وشكل المهاجرون الدوليون 3.5% من سكان العالم في عام 2019، مقارنة بنسبة 2.8% في عام 2000 و2.3% في عام 1980.
بينما يهاجر العديد من الأفراد بمحض اختيارهم، يهاجر الكثيرون بدافع الضرورة. وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين قسراً حول العالم 79.5 مليون في نهاية عام 2019. من بين هؤلاء، كان هناك 26 مليون لاجئ (20.4 مليون تحت ولاية المفوضية، و5.6 مليون لاجئ فلسطيني تحت ولاية الأونروا). كما نزح داخلياً 45.7 مليون شخص، وكان هناك 4.2 مليون طالب لجوء، و3.6 مليون فنزويلي نازحون في الخارج.
**من هو المهاجر؟**
تعرف وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) المهاجر بأنه أي شخص ينتقل أو انتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيداً عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن وضعه القانوني، أو إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، أو أسباب الحركة، أو مدة الإقامة.
**المهاجرون وأهداف التنمية المستدامة**
تعترف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لأول مرة بمساهمة هذه الظاهرة في التنمية المستدامة. تتضمن 11 من أهداف التنمية المستدامة الـ17 أهدافاً ومؤشرات ذات صلة بالهجرة. يتمحور المبدأ الأساسي لجدول أعمال التنمية حول ضرورة “عدم التخلي عن أحد” بما في ذلك المهاجرين.
تم وضع المرجعية المركزية لأهداف التنمية المستدامة في الهدف 10.7: تسهيل هذه الظاهرة والتنقل المنظم والآمن والمنتظم والمسؤول للأشخاص من خلال تنفيذ سياسات الهجرة المخطط لها والمدارة بشكل مسؤول. تشير أهداف أخرى مباشرة إلى هذه الظاهرة من خلال الاتجار بالبشر والتحويلات المالية وحركة الطلاب الدوليين والعديد من أبعاد الهجرة، كما ترتبط الهجرة بشكل غير مباشر بالعديد من الأهداف الأخرى.
**المنظمة الدولية لهذه الظاهرة**
المنظمة الدولية هذه الظاهرة هي المنظمة الدولية الرائدة في مجال الحركة والتي أنشئت عام 1951. تعمل على ضمان إدارة التنقل بشكل منظم وإنساني، وتعزيز التعاون الدولي بشأن قضايا هذه الظاهرة، والمساعدة في البحث عن حلول عملية لمشاكل هذه الظاهرة، وتقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين المحتاجين من اللاجئين والنازحين. في عام 2016، أصبحت المنظمة إحدى الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.
لتعزيز مفهوم التنوع وإدماج المهاجرين في المجتمع، طورت المنظمة الدولية للهجرة منصة “أنا مهاجر” التي تحتوي على رؤى عن تجارب المهاجرين من جميع الخلفيات وخلال رحلات الهجرة.
**بيانات عن هذه الظاهرة**
في عام 2019، بلغ عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم 272 مليون شخص، حيث شكلت النساء 48% من هذا التعداد. يقدر عدد الأطفال بنحو 38 مليون طفل مهاجر، وثلاثة من كل أربعة مهاجرين دوليين كانوا في سن العمل (20-64 عامًا)، مع وجود 164 مليون عامل مهاجر. يقيم حوالي 31% من المهاجرين الدوليين في آسيا، و30% في أوروبا، و26% في الأمريكتين، و10% في أفريقيا، و3% في البلدان الجزرية.
قد يكون من الصعب فهم بيانات الهجرة المتاحة، حيث إنها غالبًا ما تكون مبعثرة عبر منظمات ووكالات مختلفة، ولا يمكن مقارنتها بسهولة. يدير مركز تحليل بيانات الهجرة العالمي بوابة بيانات الهجرة العالمية، التي تعمل كنقطة وصول فريدة إلى إحصاءات الهجرة الشاملة والمعلومات الموثوقة حول بيانات الهجرة على مستوى العالم.
**العمل العالمي**
تتطلب التحركات الواسعة النطاق للاجئين والمهاجرين تعاونًا أوثق وتقاسمًا للمسؤولية بين جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. في عام 2016، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعًا رفيع المستوى لمعالجة التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين. واعتمدت الجمعية العامة مجموعة من الالتزامات عُرفت باسم “إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين” (A/RES/71/1) التي اعترفت بالحاجة إلى نهج شامل للهجرة وبالإسهام الإيجابي للمهاجرين في التنمية المستدامة والشاملة، والحث على صون السلامة والكرامة والحقوق والحريات الأساسية لجميع المهاجرين بغض النظر عن وضعهم.
عين الأمين العام للأمم المتحدة في مارس 2017، الكندية لويز آربور كممثلة خاصة له لشؤونهذه الظاهرة الدولية لقيادة متابعة الجوانب المتعلقة بالهجرة في القمة رفيعة المستوى.
نتيجة لإعلان نيويورك، وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على العمل معًا لتطوير الميثاق العالمي للحركة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي تم تبنيه في مؤتمر حكومي حول الهجرة الدولية في ديسمبر 2018 في المغرب. يغطي الميثاق العالمي للهجرة قضايا متنوعة مثل تعزيز حقوق العمل للعمال المهاجرين، وتحسين بيانات الهجرة كأساس للسياسات القائمة على الأدلة، وإنقاذ الأرواح، وتأسيس جهود دولية بشأن المهاجرين المفقودين. يمثل تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة تقدمًا في إدارة الهجرة بطريقة تزيد من فوائدها للأفراد والمجتمعات والبلدان، وتقلل من مخاطرها للجميع.
اليوم الدولي للمهاجرين
في ديسمبر 2000، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 ديسمبر يوماً دولياً للمهاجرين (A/RES/55/93). في ذلك اليوم من عام 1990، اعتمدت الجمعية الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.